يستمرُ الخداعُ العالمي من أجل السلام في سورية بعد أن اتفقت روسيا وحلفائها على (نظام الصمت) وهو نظام ترعاه روسيا وأعوانها وسيطبق في اللاذقية وفي ضواحي العاصمة السورية دمشق ولن تُشمل مدينة حلب في هذا الاتفاق وقال وزير الخارجية الأمريكي كيري أنَّ بلاده (غاضبة بشدة !) إزاء الغارات الجوية على مستشفى القدس في حلب ، الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص بينهم أطفال ومرضى وأطقم طبية وأضاف أنَّ روسيا تتحمل مسؤولية مُلحَّة للضغط على النظام لينفذ قرار مجلس الأمن الرقم (2254 ) وخصوصاً ليكف عن استهداف المدنيين والمنشآت الطبية والصحية والمسعفين وليحترم وقف إطلاق النار تماماً .

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان – ومقره بريطانيا – في وقت سابق أنَّ 47 شخصًا لقوا مصرعهم في المستشفى، من بينهم ثلاثة أطفال على الأقل وثلاثة أطباء. ووصل عدد القتلى على مدار ثمانية أيام من القتال في حلب إلى 345 ضحية، ومن بين الضحايا 36 طفلًا و24 امرأة. وقال (ستيفان دي مستورا) المبعوث الخاص إلى سورية وصل متوسط القتل إلى قتل سوري كل 15 دقيقة، وإصابة آخر كل 13 دقيقة.”

وفي الأشهر الأخيرة، كان شمال سورية مسرحًا لقتال عنيف ، وكانت مدينة حلب تحت الحصار وأدت حملات القصف إلى تدمير ساحة المعركة الرئيسية، وهو تذكير مرعب بحرب إبادة الشعب السوري المسلم التي تشترك فيها روسيا وإيران ونظام الأسد ، ينبغي أن نتساءل ما المقصود بالضبط بــ (نظام الصمت) وماذا يعني للشعب السوري المحاصر في حلب ؟ ونحن أيضًا ليس بمقدورنا سوى أنَّ نتمنى أن اتفاق (نظام الصمت) الحالي سيتحول في الواقع إلى إسكات أبواق النظام المجرم التي تواصل التحريض وتأجيج وضع لا علاقة له بالدين بقدر علاقته بالسلطة والتشبث بها في بلد ينتمي إلى الشعب نفسه الذي يبذل قصارى جهده للقضاء على هذا الظلم.

(نظام الصمت) يعني بكل وضوح تخاذل المجتمع الدولي وصمته عن جرائم وجنايات النظام ومن يعاونه وإبادتهم للشعب السوري المسلم وتهجيره ونزوحه ما يحدث من صمت دليل واضح على دجل منظمات حقوق الإنسان واحتيالها وعدم مصداقيتها ، ودليل واضح أيضاً على تجاهل المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة لحقوق الأبرياء ودمائهم وحرياتهم طوال الخمس سنوات الماضية.